
حقن الدهون (نقل الدهون) في الطب التجميلي
حقن الدهون، المعروف أيضاً باسم تطعيم الدهون أو نقل الدهون، هو إجراء تجميلي بسيط يُستخدم بشكل متزايد لتجديد شباب وتحسين مظهر الوجه ومناطق أخرى من الجسم. في هذا الإجراء، يتم استخدام دهون الجسم الخاصة بالمريض كحشوة طبيعية، وقد نال شعبية واسعة بفضل نتائجه الطبيعية وفترة الاستمرار الأطول مقارنة بالطرق الأخرى. في هذا المقال نقدم نظرة شاملة حول حقن الدهون في الوجه، بما يشمل الفوائد، العيوب، الاستعمالات، مراحل الإجراء، المضاعفات المحتملة، التكلفة، والمقارنة مع الفيلر الجلدي.
ما هو حقن الدهون وكيف يتم؟
حقن الدهون هو إجراء تجميلي يتم فيه استخراج الدهون من منطقة مانحة من جسم المريض نفسه (عادة البطن، الفخذين أو الجوانب) باستخدام تقنية الشفط الدهني. بعد تنقية ومعالجة الدهون، يتم حقنها في منطقة أخرى كـ الوجه. الهدف من هذا الإجراء هو زيادة الحجم، ملء التجاعيد، تحسين جودة الجلد، وتجديد شباب المنطقة المستهدفة.
مراحل حقن الدهون في الوجه غالباً تشمل:
١. تقييم ورسم خريطة الوجه:
يقوم الطبيب بتقييم دقيق للوجه وتحديد المناطق التي تحتاج إلى حقن الدهون أو تصحيحها.
٢. سحب الدهون (شفط دهني):
يتم سحب الدهون من المناطق المانحة بواسطة شقوق صغيرة (٣-٤ مم) وقنية مخصصة وبتقنية الشفط أو الليبوماتيك. غالباً ما يُسحب حوالي ٣٠-٦٠ مل من الدهون للوجه.
٣. معالجة وتنقية الدهون:
تُعالج الدهون المأخوذة لإزالة الشوائب والدم والخلايا المتضررة. يشمل هذا الغسل بمحلول ملحي والطرد المركزي لعدة دقائق.
٤. حقن الدهون:
تُحقَن الدهون المنقاة بعناية في المناطق المستهدفة باستخدام إبر أو قنيات خاصة. أشهر المناطق هي الخدين، الصدغين، خطوط الابتسامة، الشفاه، وتحت العينين، ويستعمل الطبيب عادة تقنية الحقن متعدد الطبقات للوصول لنتائج أفضل.
تستغرق العملية عادة من ساعتين إلى ثلاث ساعات وتُجرى غالباً تحت تخدير موضعي، مع إمكانية استخدام مهدئ أحياناً.
استعمالات حقن الدهون في الوجه
- ملء التجاويف تحت العين وعلاج الهالات السوداء
- تصحيح خطوط الابتسامة والطيات الأنفية الشفوية (النازولبيال)
- تكبير ورفع الخدين لإطلالة أكثر شباباً
- ملء ندبات حب الشباب أو الآثار الناتجة عن الحوادث
- تجديد شباب الوجه بشكل عام
- تصحيح عدم التناسق الخلقي في ملامح الوجه
- إعادة بناء المناطق المتضررة بسبب الحوادث
- تحديد خط الفك وزوايا الوجه
- ملء الشفاه بشكل طبيعي
مزايا حقن الدهون في الوجه
- نتائج طويلة الأمد: قد تدوم النتائج سنوات لأن جزءاً من الدهون المُحقنة يتحول إلى نسيج حي يدوم بمرور الوقت. عادة يتم امتصاص ٣٠–٥٠٪ من الدهون خلال أول ٣–٦ شهور، بينما تستمر الخلايا الباقية لسنوات (٢–١٠ سنوات).
- مظهر طبيعي: استخدام دهون الجسم نفسه يمنح مظهراً أكثر طبيعية مقارنة بالفيلر الصناعي.
- انخفاض خطر الحساسية: لأن المادة المستخدمة من جسم المريض نفسه، يقل خطر التحسس لأدنى حد.
- تجديد الجلد: الدهون تحتوي على خلايا جذعية تساعد في تحسين جودة الجلد وتجديده.
- فعالية اقتصادية على المدى الطويل: بفضل استمرار النتائج، يعد هذا الإجراء أكثر توفيراً من الفيلر المؤقت.
الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة لحقن الدهون
مثل أي إجراء طبي، قد يحدث بعض المضاعفات، لكن عند إجراء العملية لدى طبيب مختص تكون المخاطر الجدية نادرة.
الأعراض الجانبية القصيرة الشائعة:
- الكدمات: أكثر الأعراض شيوعاً، تزول غالباً خلال أيام إلى أسبوع.
- التورم: أمر طبيعي بعد الحقن، قد يستمر لعدة أسابيع.
- الخدر: خدر مؤقت غالباً ما يختفي تدريجياً.
- ألم خفيف إلى متوسط، ويمكن السيطرة عليه بالمسكنات.
- التهاب واحمرار في منطقة الحقن.
المضاعفات طويلة الأمد أو الخطرة:
- تصلب الدهون تحت الجلد
- تلف في نسيج الجلد (نادر)
- تشكل أكياس دهنية
- مشاكل في الدورة الدموية أو حدوث جلطة دهنية (نادرة جداً)
- تكوّن ندبات في مناطق الشفط أو الحقن
- عدم تناسق النتائج
- العدوى في موضع السحب أو الحقن (نادرة)
- نزيف في منطقة الحقن أو السحب
- تلف أعصاب الإحساس في منطقة الحقن
- تشكل جلطة دموية خاصةً في منطقة السحب
مدة بقاء حقن الدهون في الوجه
تعتمد مدة استمرار النتيجة على عوامل عديدة مثل موضع الحقن، خبرة الجراح، حالة المريض، والرعاية بعد الإجراء. غالباً النتائج تدوم أكثر من الفيلر الهيالوروني (٦–١٨ شهراً)، وتبقى من سنتين إلى عشر سنوات أو أكثر.
في المناطق كثيرة الحركة (مثل خطوط الابتسامة) تدوم كمية أقل من الدهون (٢٠٪ تقريباً)، أما في المناطق الثابتة (مثل الخدود أو الذقن)، فتدوم بنسبة أعلى (٥٠–٧٠٪). النتيجة النهائية تظهر عادة بعد ٣–٦ شهور من الحقن بعد زوال التورم وامتصاص الدهون الزائدة.
مقارنة بين حقن الدهون والفيلر الجلدي
- حقن الدهون يستعمل مادة طبيعية من الجسم، يعطي نتائج أطول وأكثر طبيعية، ومضاعفات تحسسية أقل، ويحتوي على خلايا جذعية تساعد على تجديد الجلد.
- الفيلر الجلدي (خاصة الهيالورونيك) يُعطي نتائج فورية لكن مؤقتة (٦–١٨ شهراً)، لا يحتاج لاستخراج دهون، ويلائم التصحيحات الطفيفة أو الأشخاص دون دهون كافية.
الخلاصة
حقن الدهون في الوجه إجراء فعال وآمن لتجديد شباب الوجه وتحسين مظهره مع نتائج طبيعية وطويلة الأمد. لكن كأي إجراء تجميلي، يجب استشارة طبيب مختص وذو خبرة، ودراسة جميع الإيجابيات والسلبيات بالتفصيل قبل اتخاذ القرار لضمان أفضل النتائج وتقليل المخاطر.